ملخص الدراسة
تعتبر الشراكة المجتمعية من بين الاستراتيجيات الحديثة التي تفرض نفسها اليوم أكثر من أي وقت مضى لدعم منظومة التربية والتكوين والرفع من مستوى انتاجيتها من خلال تأهيل قطاع التعليم المدرسي خاصة بالمجالات القروية، باعتبار هذه المجالات الأكثر عرضة لمختلف التحديات خاصة على مستوى منظومة التربية والتكوين.
خلال دراستنا الميدانية وقفنا على مجموعة من الاشكاليات التي تحد من فعالية منظومة التربية والتكوين بمجال الدراسة (جماعتي سيدي المختار وأولاد المومنة)، والتي تشكل نموذجا واضحا للمجالات القروية بالمغرب باعتبار ان وضعية المنظومة التربوية بمجال الدراسة ترتبط أشد الارتباط بالإطار العام لمنظومة التربية والتكوين بمختلف المجالات القروية بالمغرب.
إن مستوى الشراكة المجتمعية لتأهيل قطاع التعليم المدرسي بمجال الدراسي يتسم بضعف واضح خاصة على مستوى محوريين أساسيين، الا وهما الشراكة بين المؤسسات التعليمية والأسر من جهة، وبينها وبين هيئات المجتمع المدني من جهة ثانية، إذ أن العلاقة بين الاسر والمؤسسات التعليمية تتميز بضعف كبير وصل الى حد القطيعة في بعض الاحيان على مختلف المستويات، وذلك راجع لمجموعة من العوامل كضغط العمل او الأمية والثمثلاث الخاطئة لدى الأسر، ونفس الضعف والمستوى المتدني يطغى على مستوى للشراكة بين هيئات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية، إذ ان اغلب الجمعيات بمجال الدراسة لا تستهدف دعم قطاع التعليم المدرسي وحتى إن استهدفته فأوجه التعاون بين المؤسسات التعليمية وهيئات التعليمية تبقى جد محدودة، وذلك نظرا لمجموعة من العوامل كقلة الموارد المالية، وضعف مستوى العروض والفرص لإشراك هيئات المجتمع المدني للرفع من مستوى إنتاجية منظومة التربية والتكوين.
ان الوضع الراهن يفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة تبني مقاربات واستراتيجيات عملية من أجل الرفع من مستوى الشراكة المجتمعية على مستوى مجموعة من المحاور التي تشكل عقد اجتماعي لتأهيل منظومة التربية والتكوين، ولعل أبرز هذه المحاور محور المؤسسات التعليمية والأسر ومحور المؤسسات التعليمية وهيئات المجتمع المدني، باعتبارهما يشكلان قاعدة استراتيجية لتأهيل قطاع التعليم المدرسي.
كلمات مفتاحية: شراكة مجتمعية- تأهيل – تربوي – مؤسسات تعليمية
إعداد :
محمد بادلة
دكتور وأستاذ بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين مراكش أسفي المغرب