الملخص
لقد كان التصوف يشكل جزءا مهما من الموروث الإسلامي، ومرّ في تاريخه بالعديد من المحطات، ومع بداية القرن الثالث ومستهل القرن الرابع للهجرة شهد منعرجاً ظاهراً مع نشأة الفرق الصوفية، وفيما بعد نشأت الزوايا الصوفية، وبعد أن كان التصوف يمثل نزعة فردية أضحى ممارسة جماعية، طقوسية فيها ما فيها من المسائل التي تستوجب النظر، والمتأمل في واقعنا اليوم يلحظ كثرة هذه الفرق الصوفية وتعدد نشاطاتها وتحركاتها الدّينية لاستقطاب أتباع جدد.
الزاوية الكركريّة واحدة من الفرق الصوفية المعاصرة التي تجمع بين الموروث الصوفي القديم والنفحات الحداثية وروح العصر الذي يتميز بالتقدم التكنولوجي في جميع المجالات عمومًا وفي المجال السمعي والبصري خصوصاً، الأمر الذي أسهم في التعريف بالطريقة الجديدة وتَحَلُّقِ المريدين حولها. كما أنّها من الزوايا التي انتشرت حديثاً في العديد من البلدان العربية والإفريقية والآسيوية، ولعل أهم مقولاتها هي: “الطريقة المشاهدة، من لم يشاهد لست بشيخه، وليس بمريدي.” وهي طريقة مالكية المذهب في الفقه، أشعرية العقيدة، سميت نسبة إلى محمد فوزي الكركري المغربي، وتقوم على سبعة أصول هي: “المرقعة والسرّ والخلوة والاسم والحضرة، والسبحة والورّد، وهي كما تعرّف نفسها “طريقة النور والمشاهدة”.
الكلمات المفتاحية: التصوف، الصوفية، الطرق الصوفية، الزوايا الصوفية، التصوف المعاصر، الكركرية، محمد فوزي الكركري، التصوف بالمغرب.
اعداد :
الباحثة: د. سعاد الرياحي مرادي
جامعة الزيتونة / تونس