الملخص:
يعتبر الموقع الجيوإستراتيجية لشبه الجزيرة الكورية واحد من الأسباب التي أدّت أن تصبح المنطقة محطّ اهتمام القوى الإمبريالية الاستعمارية، خاصة وأنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية قد انقسم العالم لمعسكرين هما القطب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والقطب الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، ومن ثم فقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى احتواء النفوذ الشيوعي في كل العالم من خلال إعلانها عدة مشاريع سياسية واقتصادية فكانت شبه الجزيرة الكورية أنموذجاً لهذا التدخل. هدفت الدراسة لبيان الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، نشوب الحرب بين الكوريتين، أهم مراحل التي مرت بها الحرب، موقف القوتين العظميين من الحرب والنتائج والآثار التي ترتبت على الحرب. اتبعت الدراسة المنهج التاريخي والوصفي التحليلي، توصلت الدراسة لعدة نتائج منها: أنه رغم التجانس بين سكان شبه الجزيرة الكورية إلا أن التدخل الخارجي قاد لنشوب الحرب بينهما، تمثل العامل الرئيسي لقيام الحرب في قرار التقسيم الذي جاء وفق مقررات مؤتمر بوتسدام، المواقف التي تبنتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وتدخلهما في شبه الجزيرة الكورية قد عمقتا من الخلاف في المنطقة وقادت لنشوب الحرب وتقسيم شبه الجزيرة الكورية، الحرب تركت آثارها العميقة والكارثية ليس على شعب المنطقة وإنما على الفاعلين الرئيسيين فيها مثل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية والصين وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. توصي الدراسة بإجراء بحوث عن سيطرة القوى الدولية على هيئة الأمم المتحدة وتسخيرها لخدمة مصالحها الاستعمارية في كل أنحاء العالم.
الكلمات المفتاحية: الحرب الباردة – شبه الجزيرة الكورية – النظام الرأسمالي الغربي – النظام الاشتراكي السوفيتي – هيئة الأمم المتحدة – خط العرض (38) – الموقف الأمريكي من الحرب الأهلية الكورية – الموقف السوفيتي من الحرب الأهلية الكورية.
إعداد :
د. أحمد عبد الله محمد آدم – استاذ مشارك – جامعة الجزيرة-
كلية التربية- قسم الجغرافيا والتاريخ
د. محمد طعيمة عبيد الغزي- جامعة ذي قار – العراق