الجمعة , ديسمبر 20 2024

تنافس الهيمنة المتعددة: جدل نظري في تفسير نزاعات الشرق الأوسط

الملخص:

يعاني الشرق الأوسط من تنافسٍ مستمرٍّ بين قوى هيمنةٍ متعدّدةٍ لا تسمح باستقرار الهيمنة فيه، ويؤدّي هذا التنافس إلى حالةٍ دائمةٍ من النزاعات المسلّحة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما ينطبق على معظم تاريخ الشرق الأوسط المعاصر. ويمكن استثناء الفترة من 1991 إلى 2003، التي شهدت استقرار الهيمنة الأمريكية، إلّا أّن التاريخ عاد ليُظهِر بِنيَةً فوضويةً، مع توازن قوى إقليميٍ غير متوافقٍ مع مقدرات الدول.

وتتناول الدراسة التنافس الرئيس بين قوَّتَي هيمنةٍ رئيستين: الولايات المتحدة وإيران، وما يتحالف معهما من قوى إقليمية، حيث يستخدم الطرفان مجموعة أدوات هيمنة، من المواجهة المسلّحة المباشرة إلى استخدام الوكلاء والميليشيات، وهو ما يزيد من حدّة المنافسة في مناطق مثل سورية والعراق ولبنان واليمن وليبيا. وينساق في ذلك استخدام النزاع الطائفي بين السُنة والشيعة باعتباره أداةً من أدوات القوة الناعمة التي تمّ تحويلها إلى أداةٍ صلبة (الحرب بدواعٍ طائفية) في صراعات الهيمنة، مع التأكيد على أنّ النزاع هو نزاع نفوذٍ سياسيٍ وليس نزاعاً دينياً.

وقبل اعتماد الطرح الخاص بالبحث: تنافس الهيمنة المتعددة، يناقش البحث مجموعة أُطرٍ نظريةٍ أخرى، لاختبار مدى ملاءمتها لحالة النزاع في الشرق الأوسط. ويتوقّع البحث أن تبقى حالة تنافس الهيمنة المتعددة سائدةً في الشرق الأوسط على المدى المنظور (وربّما المتوسط)، مع التأكيد على أهمية معالجة القضايا البِنيَوية مثل الفساد وفشل الدولة والجماعات غير الحكومية. ويشدِّد على ضرورة وجود ترتيباتٍ دائمةٍ لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما يشير إلى أنّ الاشتغال الإسرائيلي على تقويض الهيمنة الإيرانية قد يحمل معه مخاطر تصاعد النزاعات المتداخِلة والمكلِفة.

 الكلمات المفتاحية: استقرار الهيمنة، الفوضى، الفراغ الاستراتيجي، توازن القوى، الولايات المتحدة، إيران، الشرق الأوسط، الإقليمية، الإمبريالية، الحرب الباردة الإقليمية.

Abstract: 

The Middle East suffers from ongoing competition among multiple hegemonic powers, preventing the stabilization of any single hegemon. This competition perpetuates a state of constant armed conflicts, both direct and indirect, which characterizes much of the contemporary history of the region. The period from 1991 to 2003, marked by stable American hegemony, is an exception. However, history has since reverted to a chaotic structure, with a regional balance of power misaligned with the capabilities of the states.

This study examines the primary competition between two main hegemonic powers: the United States and Iran, along with their allied regional powers. Both parties employ a range of hegemonic tools, from direct-armed confrontation to the use of proxies and militias, which intensifies the competition in areas such as Syria, Iraq, Lebanon, Yemen, and Libya. The study also addresses the utilization of sectarian conflict between Sunnis and Shiites as a tool of soft power transformed into hard power (sectarian warfare) in hegemonic struggles, emphasizing that the conflict is one of political influence rather than religious difference.

Before adopting the framework of multifaceted hegemonic competition, the research explores various theoretical frameworks to assess their applicability to Middle Eastern conflicts. The study anticipates that multifaceted hegemonic competition will continue to dominate the Middle East in the foreseeable (and possibly mid-term) future, stressing the importance of addressing structural issues such as corruption, state failure, and non-governmental groups. It highlights the necessity of establishing permanent arrangements to achieve regional stability and notes that Israeli efforts to undermine Iranian hegemony could exacerbate interconnected and costly conflicts.

Keywords: Hegemonic stability, chaos, strategic void, balance of power, United States, Iran, Middle East, regionalism, imperialism, regional cold war.

اعداد :

الدكتور عبد القادر نعناع

Dr. ABD ALQADER NANAA

باحث في العلاقات الدولية، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزيتونة الدولية.

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

عن admin

شاهد أيضاً

أثر البرامج التدريبة قصيرة الأجل في تطوير أداء الموظفين في البلديات (دراسة تطبيقية على موظفين البلديات في ليبيا)

الملخص: هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية البرامج التدريبية قصيرة الأجل في تطوير أداء الموظفين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *