الملخص:
الْأَمْوَالُ تَعْتَبِرُ رَكيزَة أَسَاسِيَّة فِي تَأْسِيسِ الدُّوَلِ وبنائها، وَعَلَيْهَا تَقُومُ اِقْتِصَادِيَّاتُ الدُّوَلِ مِنْ بُنَى تَحْتِيَّةٍ وَمَصَارِفٍ وَمُدَارِسٍ وَجَامِعَاتٍ وَصِنَاعَاتٍ وَمَرَاكِزِ تِجَارِيَّةِ وَتَطَوُّرَاتٍ عُمْرَانِيَّةٍ وَتِكْنُولُوجِيَّةٍ، لِذَلِكَ أوْلَى النَّبِيِّ مُحَمَّد ﷺ أَهَمِّيَّةً لِلْأَمْوَالِ عِنْدَ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ مِنْ حَيْثُ مَصْدَرِهَا وَمَصَارِفِ إِنْفَاقِهَا وَفقَاً لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَبِذَلِكَ أَسَّسَ النَّبِيُّ مُحَمَّد ﷺ النِّظامَ الْمَالِيَّ فِي الْإِسْلَامِ وَفْقَ مَا أُوحِي إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ لِيَكَونَ هَذَا النِّظَام الْمَالِيّ الْأفْضَل والأعدَل عَبْرَ تَارِيخِ الْأُمَمِ، وَتَطَوَّرَ هَذَا النِّظامُ الْمَالِيُّ مَعَ تَطَوُّرِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَبَقِّيَّ عَلَى مَنْهَجِ الْقُرْآنِ وَسُنَّةِ النَّبِيِّ مُحَمَّد ﷺ، وَكَانَتْ مَصَادِر الْمَالِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ الصَّدَقَاتِ وَالزَّكَاةِ وَالْغَنِيمَةِ وَالْخَرَاجِ وَالْجِزْيَةِ وَالْوَقْفِ وَالرِّكَازِ وَغَيْرِهَا مِمَّا شَرَعَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَكَانَت تُنْفَقُ هَذِهِ الْأَمْوَال وفْقَ مَا حَدَّدَ الْقُرْآنُ لِكُلٍّ مِنْهَا مَصَارِفَ إِنْفَاقِهِ، حَيْثُ كَانَت تُنْفَقُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَفِي الرِّقَابِ وَالْمُؤَلِّفَةِ قَلُوبِهِمْ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَاِبْنَ السَّبِيلِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَتَجْهِيزِ الْجُيوشِ وَغَيْرِهَا مِمَّا شَرَعَ اللهُ فِي قُرْآنِهِ الْمَجِيدِ.
لِذَلِكَ سَنَتَنَاوَلُ فِي بَحْثِنَا مَصَادِرَ الْأَمْوَالِ وَمَصَارِف إِنْفَاقِهَا وفُقْ مَنْهَج الْوَحْي فِي عَهْدِ النَّبِيِّ مُحَمَّد ﷺ في الْمَرحَلَة الْمَكِّية.
الكَلِمَاتُ المفْتَاحِيَةُ: النِّظَامُ المَاليُّ، الزَّكَاةُ، الغَنِيمَةُ، الفُقَرَاءُ، مَنْهَجُ الْقُرْآن.
تقديم : د. مهند عبد الجواد حاج حمود – دكتوراه إدارة الاعمال -عميد كلية التجارة والاقتصاد